فضل سورة آل عمران :
حدث عبد الله بن بريدة عن أبية قال : كنت جالساً عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فسمعته يقول (صلى الله عليه وسلم ) \"تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة \". قال : ثم سكت ساعة ثم قال : \" تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف \". والمقصود بالزهراويه : المنيرتان، والغيامة : ما أظلك من فوقك، والفرق : القطعة من الشيء، والصداف : المصطفة المتضامة، والبطلة : السحرة. ويذكر القرطبي – رحمه الله : أن البقرة وآل عمران سميتا بالزهراوين لما يترتب على قرائتهما من النور التام يوم القيامة. ويذكر كذلك أنهما اشتركتا فيما تضمنه اسم الله الأعظم كما ذكره أبو داود وغيره : عن أسماء بنت زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : \" اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين [ وإلهكم إلهُ واحدُ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ] – البقرة 163 -، والتي في آل عمران- 2- : [ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ] \" وكما جاء في الحديث : \" إن من قرأ [ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ] – آل عمران 18 ، خلق الله سبعين ملكاً يستغفرون له إلى يوم القيامة \". وروى عن عائشة (رضي الله عنها ) أنها قالت : لما نزلت : [ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار... ] الآيات – آل عمران 19 – قام (صلى الله عليه وسلم ) يصلي فأتاه بلال يؤذنه بالصلاة فرآه يبكي، قال : يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال (صلى الله عليه وسلم) \" يا بلال، أفلا أكون عبداً شكوراً ولقد أنزل الله علي الليلة آية \"، فتلاها (صلى الله عليه وسلم) ثم قال : \" ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها \".